البغدادي في الوثائق العثمانية

البغدادي في الوثائق العثمانية
د. ميثم الحربي
امتد الحكم العثماني على العراق – كما هو معروف – أربعة قرون، منذ عام 1517م إلى عام 1917م، صارت البلاد خلالها ورقة أرشيف ضخمة، تروي قصة السياسة، والاجتماع، والثقافة، والدين والعسكر. وقد كان للمركز الثقافي البغدادي نصيبٌ من تلك الأرشفة، جاءت على هيئة مُحرّرات مكتوبة أو صور أو مُجسّمات تكشف سيرة المركز وتحولاته، في مرآة الزمان.
واتساقا مع جهود التطوير العمرانية، والمعلوماتية التي تستمر فيها محافظة بغداد، وإدارة المركز لجعله وجهة سياحية فعّالة تلتقي داخلها الثقافة المتنوعة، والتعددية الاجتماعية، والحوار الخلّاق يتأسس اليوم موقع ( باب بغداد )، ضمن مشروع تطوير مُشترك بخبرات محلية ودولية؛ ليكون منصة رائدة في العراق تعكس تكوينات المركز الثقافي البغدادي وحزمة خدماته والتقرب من خلاله إلى تراث بغداد المادي وغير المادي والتفاعل مع محتوياته الثرية من وثائق، ومتاحف، ومكتبات، وأنشطة، وفعاليات مختلفة.
وفي هذا الإطار أجرى فريق ( باب بغداد ) زيارة إلى تركيا؛ بهدف البحث في الأرشيف العثماني عن وثائق، ومعروضات نادرة خاصة بمراحل المركز الثقافي البغدادي التاريخية، وقد وقفت هذه الزيارة على صيد ثمين ونادر، هما حصيلة تفتيش علمي ومحترف عن وثائق وصور تتصل بالمركز ستدخل قريبا إلى الخدمة ليطلع عليها جمهور ورواد المركز من عراقيين وعرب وأجانب، حيث غطت الرحلة البحثية إلى تركيا عددا من الأماكن شملت: أرشيف مكتبة جامعة أسطنبول، ومقر الأرشيف العثماني في أسطنبول، ومتحف رئاسة الأركان التركية، والمتحف الحربي في وزارة الدفاع التركية، ومكتبة رامي العامة.
إنّ الوعد المضروب لمنصة المركز الثقافي البغدادي، هو أنْ تكون أنشطة تطويره مكانا رائدا، ومحفزا لكل المراكز الثقافية في ( ولايات ) العراق ومدنه وأقضيته ونواحيه؛ كي تتوافر نوافذ تفاعلية تعيد قراءة تحولات البلاد ثقافيا من خلال ملموسات الورقة، والصورة، والكتاب، فضلا عن المسموعات والمرئيات بهدف اكتشاف ما فات الدارسين، أو الاندهاش بكل ماهو نافع وجديد للأجيال الجديدة.