المنظم الثقافي

المنظم الثقافي

يعد هذا المشروع من اهم المشاريع الثقافية والذي يتضمن فتح أبواب المركز الثقافي البغدادي امام المؤسسات المدنية والحكومية وإقامة فعالياتها وانشطتها وفق تعليمات المركز ولأول مرة في تاريخ الثقافة العراقية والعربية يكتب وينشر منهاج ثقافي يتضمن أكثر من 30 فعالية للجمعة الواحدة في حدث نادر ومهم اذ يتضمن مواقيت الندوات والمعارض وتخصيص عنوان لكل جمعة استمد عدد منها المناسبات الوطنية والأيام العالمية فكان بحق كبسولة امل ومحبة تتجدد كل جمعة، واتكئ هذا المشروع على عدد من المفاهيم الثقافية النظرية والتي تم تطبيقها على ارض الواقع وربما ولدت في الفضاء الفكري لشارع المتنبي ومنها: “حكمة الثقافة” ، “الإدارة الثقافية” ،المركز الثقافي البغدادي والمجتمع”،” المركز الثقافي البغدادي والتنمية”، ” المركز الثقافي البغدادي والسياحة الثقافية”،” السياسة الثقافية للمركز الثقافي البغدادي”، “صناعة الثقافة”، “المعرفة والمركز الثقافي البغدادي” .

التقرير السنوي للمركز الثقافي البغدادي-شارع المتنبي لسنة 2023

1680 فعالية ثقافية

260 ندوة

120000 مئة وعشرون إلف مواطن زائر

تعد الثقافة عنصر مهم وأساسي في تنمية المجتمع، وان استمرارية المجتمع لا تكون إلا بالثقافة وتعد الخطوة الأولى نحو التقدم والنهضة وطريقًا هامًا للتربية والتكامل بل عصب الأمة ولبنة تكوينها الأساسي.

وتجلت العلاقة بين المركز الثقافي البغدادي والمجتمع البغدادي خاصة والعراقي عامة من خلا ل فعالياته الثقافية وصار المركز نواة للمجتمع الثقافي العراقي وكما وصف سابقا رئة المثقف العراقي بل (سوق عكاظ) بغداد.

وأصبحت ظاهرة شارع المتنبي مجتمعًا خاصًا يعيشه البغداديون نهار الجمعة من اجل الاجتماع وتدارس أمورهم، وباتت ظاهرة وجود المؤسسات الثقافية بكل أشكالها العفوية أو المبتكرة دليلًا على حيوية المجتمع البغدادي، فالإبداع الثقافي مقدمة للتطور الاقتصادي والاجتماعي.

يعد المركز الثقافي البغدادي إداريا تابع لمحافظة بغداد فنال المبنى التاريخي عنايتها إذ تم تأهيل وصيانة العديد من الجوانب فيه وبما يتناسب مع مكانته المهمة.

حرصت محافظة بغداد على أن يكون المركز وجه حضاري لبغداد يليق بتاريخها العريق وتم رفع المستوى الإداري للمركز الى قسم وحسب توجيهات رئاسة الوزراء الخاصة بدعم المكتبات والمراكز الثقافية وفي هذا السياق أيضا نظمت محافظة بغداد عدة اجتماعات لإعادة الحياة للمباني التراثية التابعة لمحافظة بغداد في محلة حسن جديد باشا وبغداد القديمة والتي من المؤمل استغلالها خلال سنة 2024 ولابد من الإشارة أن حملة التطوير والتأهيل شملت كذلك اكثر من 15 مكتبة عامة في بغداد من اجل تفعيلها وجعلها مراكز ثقافية جاذبة للشباب.

تعتبر سنة 2023 من اكثر السنوات إنتاجا في المركز فعلى صعيد المكتبات التراثية استمر المركز الثقافي بمشروعه الناهض(ناقلوا التراث) ففتحت مكتبة المرحوم حسين الكرخي حفيد الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي وبمشاركة واسعة ومهمة من عائلته ومحبيه وتم وضع تمثال نصفي للشاعر الكرخي.

وأكملت المكتبة الطبية التراثية “وهي الأولى على مستوى العراق” وبحلة جميلة إذ تضم مكتبة الدكتور المرحوم عبد المجيد الراوي والمرحوم الدكتور علي عبد الحسن الحميد والصيدلي البغدادي جعفر الموسوي ومكتبة الطبيب العراقي المعروف علاء بشير ومقتنيات مهمة للطبيب عبد العزيز الجلبي وتضم هذه المكتبات العديد من المقتنيات النادرة كالمجاهر والأجهزة الطبية القديمة وأدوات صناعة الأسنان الفضية والذهبية وغيرها ..

كما تم تخصيص ركن في قاعة العلامة الدكتور حسين علي محفوظ للباحث التراثي رؤوف الصفار والذي تبرع مشكورا بجزء مهم من أرشيفه البغدادي والذي يتضمن صور ووثائق عن المجالس البغدادية.

والى جانب افتتاح هذه المكتبات استمر الترتيب والتنظيم والفهرسة العلمية (تصنيف ديوي العشري) في مكتبات المركز، ومنها مكتبات (رفعت مرهون الصفار ، نبيل عبد الكريم الحسيناوي، عبد الرزاق الهلالي، شامل عبد القادر، فهمي الجلبي، عبد الجبار الحجامي، ابتسام عبد الله وأمير الحلو ، محمود عبد الجبار عاشور ، مصطفى ناصر) وكذلك إنشاء السجلات الخاصة وعمل الفهارس الإلكترونية وتصوير الوثائق المهمة والكتب وعمل أدلة مهمة للمكتبات ستكون مرجعاً إضافياً لرواد المركز، وتزويد الباحثين في العراق والخارج بالعديد من المصورات الإلكترونية خدمة للعلم والمعرفة وجعلها متاحة للدارسين والباحثين.

وأقيمت على قاعات المركز الندوات الثقافية والتي تنوعت وتعددت لتشمل العديد من المجالات ومنها الأدب والشعر والفلسفة والسرد والقانون والطب والرياضة وعلم الاجتماع والأنسان والعلوم الحديثة والفنون ومناقشة عدد من الظواهر الاجتماعية في المجتمع العراقي كوسائل التواصل الاجتماعي وتربية الأطفال ومشاكل الأسرة والانتحار والمخدرات والطلاق والعنف والتطرف وغيرها، وشارك فيها العشرات من الأساتذة الجامعيين والمختصين والتراثيين، ونظم المركز العشرات من الجلسات لتوقيع الكتب وبحضور مؤلفيها حتى ليكاد المكان الأول لتوقيع الكتب في العراق .

وتنوعت الفعاليات لتشمل الندوات والجلسات والحواريات والمهرجانات والمسرحيات والمعارض التشكيلية والفوتغرافية ومعارض الكتب والخط والبازارات والأعمال اليدوية ومسابقات فكر واربح بإدارة الدكتور مصطفى شغيدل ومركز المتنبي الصغير الخاص بالطفولة والذي نظم العديد من الفعاليات العلمية والمسلية للأطفال وفتحت الباحة الخارجية للمركز أمام المواطنين مساء كل ليلة وبالتعاون مع أمانة بغداد والجهات الساندة.

وأقيمت المحاضرات في مجال التنمية البشرية والفعاليات الطبية والهندسية وتنظيم الوقفات الوطنية والإنسانية ومنها استنكار حرق القران الكريم ودعم القضية الفلسطينية وحملة وقف العنف ضد المرأة وإقامة مهرجان مسرح الشارع بمشاركة محلية وعربية وعالمية.

ونظم المركز الندوات الخاصة بتاريخ بغداد وتراثها المهم وشخصياتها ودبائها وعلمائها واحتفل بيوم بغداد والسدارة البغدادية واستضاف العديد من المؤلفين الذين كتبوا عن بغداد منذ تأسيسها في العصر العباسي لغاية وقتنا الحاضر.

واحتفل بالأيام العالمية التي أقرتها الأمم المتحدة ومنها يوم اللغة العربية واليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية اليوم العالمي للبيئة ، وتميز منها إقامة احتفالية اليوم العالمي للوالدين والتي جعلها عنوانا لجمعته في بادرة مهمة لتشجيع وخلق المناسبات الاجتماعية.

واستمرت متاحف المركز (متحف ارض الرافدين، ومتحف دار السلام، ومتحف دليل الجمهورية) بتقديم فعالياتها ومعروضاتها النادرة وإقامة العروض التراثية للأزياء ، وعرض الوثائق النادرة والمهمة ومنها في بدايات القرن العشرين أيام الاحتلال البريطاني للعراق.

واحتضن المركز العديد من ندوات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق وبمختلف نواديه ومنتدياته وبمشاركة فاعلة ومهمة من قبل أدباء وكتاب العراق ضمن تعاونه مع الاتحاد خلال فترة إعمار مقره وإعادة تأهيله ولحين اكتماله .

واستمرت الوفود العربية من دول مصر وسلطنة عمان والكويت والسعودية والأردن والجزائر والمغرب وتونس وقطر والإمارات والبحرين وموريتانيا والكويت بزيارة المركز وكذلك العديد من الدول الأجنبية ومن مختلف دول العالم .

بلغت عدد الفعاليات الثقافية 1680 فعالية ثقافية لأكثر من أربعين جمعة منها أكثر من 260 ندوة، وبلغ مجموع الزوار قرابة 120000 مئة وعشرون إلف مواطن وبواقع 3000 مواطن لكل جمعة .

ستكون إن شاء الله سنة 2024 حافلة بالعديد من الفعاليات المهمة والجديدة والتي نامل أن تأخذ مكانتها في المشهد الثقافي العراقي.

ولا يسعنا ختاما إلا أن نشكر شركاء النجاح من المؤسسات الحكومية الداعمة والروابط والملتقيات والمنتديات ومؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين والباحثين والمحاضرين والشعراء والأدباء والفنانين والإعلاميين والقنوات الفضائية والإذاعية والصحف والمجلات وأصحاب الأعمال اليدوية وكافة المشاركين “ونعتذر عن ذكرهم لعدم سعة المقام ذلك” لجهودهم الكبيرة التي ساهمت بنجاح المركز الثقافي البغدادي وجعلت منه منارة ثقافية ومعرفية في سماء الثقافة العربية آملين استمرار مشاركتهم في فعاليات سنة 2024 خدمة للثقافة والمعرفة ..

إدارة المركز الثقافي البغدادي

Similar Posts